Tuesday, May 31, 2005

سوريالية الابداع في مخلوقات الرسام مؤيد محسن

كلنا نعترف ان: الفن التزام وصراع واخلاص روحي للاثار النفسية والضغوط الحياتية للاحاسيس التي تحفز الفرد، الرسام للانجازات الفنية وبالتاكيد ليست ترفا. لذا فان فضاءات الفنان احتجاج وتدمير ذاتي من خلال التعبير المتمرد على نوايا الحاضر رجوعا لكيان الماضي بكل نواحيه، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، عبر الفهم الخلاق، لاخضاع الزمن الى اللازمن، والغاء ازلية الجوهر وتحطيمه بلغة فنية مشحونة بافكار تنير وتستنير محاولة التغيير المستمر لبنى الواقع الرث. حيث يقوم الفنان ب(التهام) الدنيا بعينه ثم يفرزها بيده وبين العين واليد يوجد راس وقلب تجري من خلالهما عملية تمثيل وتحول هذا المفهوم المبسط يتشكل في رؤية الحقائق في صياغة موضوعية وفلسفية جسدها الرسام، مؤيد محسن، في مخلوقاته التي تسعى لايجاد الحقيقة، القصدية والفعلية، وبكل حوافزها، الدافع والغاية، وفعلها الحارق للفكر واذابة الوجود بالوان كالجحيم تتحدث بطريقة فنية عن التطور التاريخي للوجود والعدم مزاوجا بذلك بين الحاضر اليقظ وبين شخير الماضي!.. يؤيد الرسام، مؤيد، في كافة اعماله ان الفن ليس املاء فراغات لبالوان شتى وليس اغراق الواقع ببحور ضبابية وليس اقتباسات فوضوية زائدة في جسد اللوحة، فكل شيء لانفع فيه للصورة ضار بها. والرسام، مؤيد، بانفعالات غامضة وتاثيرات واضحة بالمرئيات يحاول توظيف الدروس الكلاسيكية في اعماله الفنية الناطقة بصمت. مما يشعرنا بلذة غريبة لما في لوحاته من بهاء وتاثير عميق لما فوق الواقع حيث تلتمع سماء اخرى وشيء مقدس، السوبريالية، الانسان في الارتقاء ليقدم متعة فكرية بموسيقى لونية تجسد الروح بسحر موضوعي للشكل والمضمون وبروابط ازلية متفاعلة انسيابيا ومتطورة حضاريا، كي تكون، للمنظور والمسموع والمقروء، رغن النظرة الحيادية التامة للفنان، مؤيد، لذوبان مخلوقاته ومتاهة الارواح الهائمة للانسان والارواح الساكنة للاشياء، وباسلوب تعبيري محكم فنيا يحافظ بذلك على التاثير المقدس للاساتذة الكبار.. حيث نرى رعبا فنيا في اللغة المذكورة ضوئيا ولونيا وما لها من حركة طاغية على البصر تمثل هذه الانفعالات في اللوحة قلب وراس الرسام، مؤيد، الذي يرفض التفكير العقلاني في الفن وهو يمنح فرصة غريبة للاوعي لكي يبرمج شخوصه التي يعتبرها مصدرا للالهام وما لها من صلة بالواقع الاني او بالعدم التاريخي ومدى علاقة الذات بالاخرين والمتفجرة دائما برمز مشوش مع الكائنات وحتى الاشياء المرتبطة بسلك واه، في زمن متناقض وفي واقع متخم بالاحباط، ومايحمله من تشنجات وتقلبات سايكلوجية حادة يعيشها الانسان الفنان المرهف الاحساس بقسوة جارحة لكل المشاعر حيث تعشعش في عقله العتمة والخوف من المستقبل وكان الساعة الزمنية الواحدة من عمره في نبضاتها كل الفصول من هنا تعبث لوحة الرسام، مؤيد، بشرايين العقل وتوخز قحف الجمجمة بشكل الانسان اللامالوف وباشارات منظمة تجبره، فنتازيا، على العيش بتالف في الرقعة الجغرافية للعمل الفني. ان انسنة افكار الرسام، مؤيد، وربطها تاريخيا باشارات تدمج معيشة الانسان مع التطور التكنلوجي لاتحميه من التمزقات وهي تبرز ما في عقله من قلق وتازم في الادارة، حيث اشعر ان شخوص لوحات-مؤيد انطوائية تحاول التمسك بما وراء العقل هروبا من الواقع البشع وهي تستعذب الالم وتذوب بفرح للبحث عن الذات الخائفة من المجهول والمنسلخة باضطراب عن الواقع حيث يشعر المشاهد انها تثير حواسه برهبة وقلق مشروع بما يخيل لنا ان اشخاص، مؤيد، تحدق فينا باستهزاء وتقول لنا: انكم جميعا سوف تنصهرون مثلي.. وقد تحدث الرسام، مؤيد، عن هكذا اشخاص يمثلون اشكالا لتاريخ كان او لزمن ات وهو يصرح بصدق واخلاص فني واضح،، ان تاثير الاخلاص في الاعمال الفنية هو ان يحولها الى نوع من التحدي،، هذا ما تحدث به الموجه الاول للانطباعيين الرسان الفرنسي، ادور مانيه 1832- 1883، ومانراه في الاعمال الفنية للرسام، مؤيد، التي يخطا من يقول انها واقعية. ان الفن الصادق هو الذي يحطم العلاقة بين الماضي والحاضر بغضب ثوري، وهكذا نرى الاحداثيات المخيفة الرهيبة للانهيارات الشمعية ليس للجسد فقط وانما للتاريخ الخطا ككل. الرسام، مؤيد، يريد منا بخطابه الفني اعادة النظر في شكل الماضي وبافعال هدامةخلاقة في ان واحد، مؤكدا ان الابداع يجئ من المستقبل بقياسات جمالية حافزها جمال الماضي اخذا بالاعتبار اننا لانستطيع ان ننمو دون الاحساس بالجذور على ان نكون مسلحين بافق ثقافي خال من الترهل التراثي حيث يحاول كشف المستتر من التاريخ واستخلاص الاحكام الفنية بشكل يقظ وجرئ وقدم مخلوقاته الفنية المعقدة باختلاف الاراء والمفاهيم، ليلفت النظر بطريقة اقرب لحقيقة الخيال، تحمل في ثناياها تفسيرات مرعبة وهي تترجم بحرية ما في الزجاج الاسود، العقل، من مهارات خلاقة لصنع عالم فني منظور يتحدث عن انبلاج الوجود وايقاظه بطرق جمالية تندرج ضمن التوتر الفكري للفنان الاصيل، مؤيد محسن، المؤكد تناقضه مع الوجود والتي يعتبرها تفوقا استاتيكيا ولذة جمالية تصور نسبيا ما موجود من حقائق لاانسانية على ارض مملوءة بالحصى واراء قابلة لاشتعال التاويل وهي، ثيمة، تشاهدها في كل اعمال الرسام الرائع، مؤيد محسن، لما له من مهارة في كشف اسرار الابداع الفني المكتنز بالاحساس والمزدان بحركة مرهفة، للضوء والظل، والدقة البنائية المجسمة ببراعة الالوان وتناغمها في الانجاز الفني وبذلك يؤكد انه تلميذ مخلص جدا، للاكاديمية المحصنة.
حبيب مهدي العباس، جريدة الصباح، العدد: 324، الصفحة الثامنة، الثلاثاء 16 جمادي الاخرة 1425، 3 اب 2004

1 comment:

Unknown said...

السلام عليكم اريد حفظ هذه الصورة لو سمحت